الثلاثاء، 17 مارس 2020

الكتابة في الظل : كطفل مبتسر

كطفلٍ مُبتسر
أجلس في زاوية حجرتي
ممدة القدمين
على فراش يماثل فراشي
أتأملُ الفراغَ
أمام ناظريِّ
أرى طفلي
المُنقلب
وأتذكر كلماتي المختنقة
تركتها تمرح في خلفية
عقلي
ومنعت حُنجرتي
من الكلام
***
أعود بذاكرتي إلى أقدمِ
غرفة كانت غرفتي
حيث الدمى متراصة حولي
وإضاءة الغرفة تعكس
مرحي
وأتساءل كيف كانت
حياتي
قبل أن تحدث
حياتي
***
أعود بالزمن
إلى حاضري الموقف
يقولون أن وقفته
مؤقتة
وأقول أنه مستمر في التوقف
تتعاقب السنون والفصول
وتمر المشاعرُ والأحداثُ على
جسدي
تاركة إياه فارغًا
الكتابة بين الظلال كحياة
خلقت من دمي
صورة
لطفل مبتسر
أنظر إلى إنعكاسه
في خيالي
معلق في الهواء الساكن
مغلق العينين في صرامة
كأنه قد شهد الحياة
قبل الحياة
وبوعيه الإنساني
اتخذ قراره الأول
بأن لا يولد.

**
القاهرة
الثلاثاء 
١٧ مارس ٢٠٢٠
#الكتابة_في_الظل

الخميس، 5 سبتمبر 2019

من أرشيف الفيسبوك: عن FaceApp

احم احم اسمحولي أثير الجدل
بالنسبة لحوار الرجالة لما بتكبر شكلها بيحلو والستات شكلها بيوحش:
النساء بشكل عام ودولي ينظر لها كأيقونة جمال في سن العشرينات والثلاثينات أي سن الخصوبة لكن بعد ذلك تتغير هذه النظرة لنظرة أحادية بمثابة أن هذه المرأة صارت جدة وكأنها سبة مثلًا لا حالة اجتماعية! وهذا جعل الكثير من الفنانات اللواتي كن أيقونات الجمال في عصرهن اعتزال الحياة الفنية والظهور في الصحف مثل هند رستم التي قالت : عاوزة الناس تفتكرني وأنا جميلة.
الحقيقة إن الجملة محتاجة تدقيق وتغيير لغوي لتصبح : عاوزة الناس تفتكرني وأنا "شابة"
لأن الشباب = الجمال للمرأة
أما بالنسبة للرجل،فكلما زاد عمره زادت فرصه في التزاوج نتيجة الثروة،فالمجتمعات الأبوية يبدأ فيها الذكر حياته باكرًا ويعمل منذ أواخر المراهقة وأول الشباب فيكوم الثروة بسهولة بينما تتعثر رفيقته الأنثى بالحواجز والممنوعات الاجتماعية
وبالتالي الترقي في العمر يعني مزيدًا من المال للذكر ومزيدًا من النفوذ الاقتصادي والاجتماعي مما يجعله مرغوبـًا أكثر من قبل الأسر...رجل متقدم في السن = قوة اقتصادية تؤمن للأسرة مستقبلًا جيدًا لأن المرأة لم تكن تعمل حتى وقت قريب وحتى حينما دخلت سوق العمل مازالت تقبض مبلغًا أقل من الذكر لنفس الوظيفة وتقف أمامها أجازات الحمل والولادة والأمومة عائقـًا أمام صعود السلم الوظيفي والمرأة هي الأكثر عرضة للاستقالة من العمل والاهتمام بالأولاد إن كثروا أو كان في أحدهم خلل أو مرض.. ورغم أن بعض المجتمعات المتقدمة صارت عندها وظيفة staying home dad ألا أنها مازالت محدودة الانتشار أمام staying home mom ناهيك عن النظرة للأب الذي يبقى في المنزل للاهتمام بأولاده.
وبالتالي ساهمت المجتمعات الأبوية في ترسيخ فكرة أن الزواج بالرجل الأكبر سنـًا أفضل لأنه قادر على "فتح بيت" .
أما في المجتمعات القبلية والأبوية فكلما كبر الذكر كلما صار رجلًا من الناحية الجنسية والاجتماعية وبالتالي فالشيب دليل على الوقار والحكمة ولذلك يصعب تصديق أن رجلًا ما في الخمسين أو الستين متحرش لأن هذا يدمر الصورة النمطية للرجل الحكيم في ذاكرتنا الجمعية كأفراد نشأوا في ظل مجتمع أبوي.
بالطبع سيطلع فلحوس الغيط الآن ليقول ولكن هناك في الصعيد المرأة متحكمة في كل شيء وبعض القبائل منيمنيمنيمي..
الرد:مازالت المرأة خلف الستار في الصعيد رغم تحريكها للأحداث ناهيك عن الظلم الواقع عليها في بقية نواحي الحياة والمجتمعات القبلية الأمية هذه نتيجة ظروف منعزلة مختلفة عن تجربتنا كشعوب أممية لا مجال لذكرها الآن.
في النهاية،
الانسان يحب التنميط ويحب الصور الذهنية وما طبع عليه مثل أن أطفال البشر كيوت بعيونهم الواسعة أما إذا رأيت طفلًا بثلاث عيون سترتعب ولذلك فأننا نرتعب من التقدم في السن وذهاب جمال الشباب الأنثوي والاقتراب من الوفاة ولكن هذا لا ينفي أن لكل سن جماله الخاص وعليكم التفرقة بين النظرة المجتمعية للجمال الأنثوي المؤسسة على ذكورية متأصلة وأبوية حارسة والإحساس الحيقي بالسن.
انتهي الجدل.
س.
14 يوليو 2019

الاثنين، 12 فبراير 2018

طريق الجحيم الخيري


أثناء تصفحي اليومي لموقع الفيسبوك،وجدتُ إحدى الصديقات المعروفات بنشاطهن الخيري طوال العام تنشرُ طلبـًا لتجهيز عروسة،كان المبلغ المطلوب التبرع به ضئيلاً ولكن استوقفني عمر العروس .."ثمانية عشر عامـًا"! فقمتُ بكتابة تعليق يتضمن اعتراضي على تزويج الصغيرة في هذا العمر خاصة أن بيئتها فقيرة جدًا وربما كانت أقل من ثمانية عشر عامـًا!
قامت صديقتي بالرد قائلة :"هي مش متعلمة..كفاية كدا"
 فكتبتُ ردًا آخر : "يعني جاهلة وتجوزوها في سن صغير وتخلف عيال جهلة وتربيهم بجهل وتزود جهل المجتمع!مش أحسن تاخد الفلوس دي تتعلم بيها؟"
انتهى حواري القصير مع صديقتي بأن وضعت لي صورة تبكي في التعليق الأخير. شعرتُ بأنها اقتنعت بكلامي ولكن ما بيدها حيلة،المنظمة الخيرية التي تعمل فيها ستستمر في الإعلان عن تكاليف زواج الفتاة وسيتبرع أحدهم معتقدًا أنه يفعل خيرًا لها وتتزوج وتمرُ الحالة وتأتي بعدها حالة أخرى بمشكلة مشابهة،تعثرُ في سداد مصاريف الزواج وفتاة صغيرة جاهلة تُزف إلى المجهول!

حينما أرى إعلانات التلفاز التي تدعونا للتبرع أشعر بأننا مازلنا عالقين في حقبة الخمسينات من القرن الماضي؛مازالت مشاعر الناس تُستفز بالفتاة الفقيرة المعدمة التي لا تستطيع الزواج أو ربما أصابها السرطان فلن تستطيع –أيضـًا- الزواج،وتحولت الإعلانات الخيرية لطنط "حشرية" لا هم لها إلا تزويج الفتيات بينما نراهم يهتمون بتعليم الولد وتوفير فرص عمل لهم!
رغم أنه من الأفضل،  إنفاق أموال الصدقات على إنشاء مدرسة لتعليم الفتيات الفقيرات وإخراجهن من حالة الفقر والعَوز إلى حالة العمل والإنتاج حلاً أفضل لهن وللمجتمع

اليوم، يوجد حوالي 17% من سكان العالم الراشدين لا يجيدون القراءة والكتابة ثلثهم من النساء منهم حوالي  127 مليون شابـًا 60.7% منهم نساءً شابات ،وهكذا تصبح مشكلة محو الأمية و تعليم النساء مشكلة عالمية وليست رفاهية. فقد قامت أوبرا وينفري بإنشاء مدرسة في جنوب أفريقيا لتعليم الفتيات من الأسر الفقيرة وتبعتها المغنية مادونا وقامت بافتتاح مدرسة في مالاوي.

في هذه الحالة نرى أن إنفاق الأموال الطائلة في الخير يجب أن يوجه توجيهـًا صحيحـًا نحو إدارة أزمة الأمية في مصر وعلاجها،لأنه بدون محو الأمية في مصر فلا فائدة لكل الجهود المبذولة للتنمية.
بناء المدارس يجب أن يحتل المرتبة الأولى في أولويات تبرع المواطن المصري عملاً بمقولة "علمني الصيد ولا تعطني سمكة". وهكذا ننقذ مصر من الوقوع في عهود أخرى من الثلاثي الكئيب والمظلم : الجهل،الفقر والمرض.

ولكن المشكلة ليست فقط في تعليم الفتيات الفقيرات،بل أن بعض الأسر –مُيسّرة الحال- تلجأ لتهديد بناتها بحبسهن في المنزل وعدم ذهابهن إلى المدرسة أو الجامعة أو حتى العمل إذا لم يـُحسنّ التصرف من وجهة نظر العائل بالطبع وهذه مشكلة جذرية في المجتمع الذي لا يجد أفراده –حتى المتعلمين منهم- غضاضة في منع الفتاة من التعليم وترك الحبل على الغارب للولد لأنه "ذكر".
لذلك تبدو المهمة أصعب لإقناع المشاهد بضرورة تعليم الفتاة الفقيرة ولكن ليست مستحيلة إذا تم التركيز على أسباب المشكلة ومخاطر عدم التعليم.

ولنتذكر اختلاف العمل الخيري  عن العمل الطبي،فالطبيب يـُعالج مرضاه بدون النظر إلى خلفياتهم،هل هو قاتل أم عالم ذرة؟ أما في المجال الخيري فأنت تقوم بمساعدة أفراد بشكل يمكنهم من العيش بطريقة أفضل وهؤلاء الأفراد يشكلون المجتمع المصري في النهاية،إذًا،فمساعدتك ستنعكس بالضرورة على شكل المجتمع وكيف يتعامل أبناؤه مع بعضهم البعض.

"الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة"..تطل هذه الجملة كل مرة أسمع فيها عن صدقة كان القصد بها إحسانـًا ولكن عدم  توظيفها جيدًا أدّى إلى تفاقم المشكلة لا حلها جذريـًا. لأن الصدقات والأموال الخيرية هي لبناء المجتمع وليس فقط لإرضاء ضميرك.


المصادر :
http://www.unesco.org/new/ar/education/themes/education-building-blocks/literacy/resources/statistics/



كتبت / سارة حسين

السبت، 10 يونيو 2017

بعض من الانتصارات الصغيرة

كلنا نبحث عن الحدث الضخم الذي سيغير حياتنا إلى الأفضل.. الانتصار الذي سنتحول بعده من "محدش عامل لك حساب" إلى "ناس كتير بتسألنا حكايتنا بدأت فين وازاي" متناسين أنه -وباستمرار- هنالك بعض الانتصارات الصغيرة التي تحول مسار يومنا إلى الأفضل وتجعله يومـًا إن لم يكن فريدًا من نوعه فهو جيد.

مثل ماذا؟!

زي مثلا لما أكون نازلة متأخرة على السكشن وحاسة إنه خلاص هتطرد ونازلة نص شعري متسرح والنص التاني منكوش وبجري في كل حتة وأوصل الكلية ألاقي المعيد اتأخر وأدخل عادي وأقعد وأبص له بصة: كنت فين كل دا يا أستاذ؟ مستنيينك من بدري!

زي لما أكون بذاكر سؤال وبدعي ربنا يجي في الامتحان الصبح وأروح ألاقيه أول سؤال في وشي!

زي لما أكون بحاول أظبط أكلي ومش حاسة بنتيجة بس آجي ألبس بنطلون كنت سايباه من زمان فألاقيه وسِع شوية..هيييه!

كمان بحس بالانتصار لما أنقذ اللبن من على النار قبل ما يفور ويبهدل البوتوجاز وأتهزق!

لما أعمل كوباية قرفة باللبن مظبوطة..لا قرفة زيادة تحرق زوري ولا لبن زيادة يقضي على طعم القرفة والسكر مظبوط..يااه على الانتصار ومسكة المج الكفيلة بسرسبة الدفء لأوصالي!

لما أملأ ماية للعصافير وأمشي فألاقيها بتبص لي وبتقولي "صو" .. يعني Thank you بلغة العصافير :D

بحس بالانتصار لما أعرف أضحك بابا وماما على نكتة أو حاجة متخلفة عملتها

كمان كمان في انتصار ونشوة في وش القهوة اللي بيطلع مظبوط ويعدل المزاج..ماهي القهوة مفيهاش غير وِش وريحة..وكافيين طبعا أومال ايه؟!

غير انتصار التغلب على التعب من غير مسكنات وأدوية...لواحدة زيي بتتخيل شكل مركب الدوا قبل ما تبلعه فيجيلها حموضة فورًا يعني!

انتصار إنه حد معجبة بيه من فترة أخيرًا يدخل يكتب تعليق: صورتك دي جميلة :)

أو فرحة تصوير صورة حلوة  بعدستي..الصور الحلوة رزق!

كمان انتصار إنه أخيرًا اتعرفت عن قرب على شخص كان نفسي أصاحبه من زمان! 

أو الخروجة اللي بتظبط بعد شهور من الترتيب والخناق والاعتذار..ياااه..دا أنا ببقه فرحانة بيها فرحة أهبل !!

زي مثلا لما أقنع صحابي يروحوا يجربوا معايا المطعم الفلاني وهم متخوفين بس بعد ما يجربوا الأكل يتبسطوا عشان جربوا نوع جديد !

لما تعجبني جزمة وأدخل أقيسها وتطلع مظبوطة وسعرها حلو..يالللالي يا للالي!

لما أظبط رسمة الأيلاينر.. كمية Selfie رهيبة في اليوم دا بقه :D

انتصار كسر الخشبة في تدريب الويندو لنصين متساويين..هااااااااع *كوكو الضعيف معدتش ضعيف وقادم وبقوة*

لما ألاقي كتاب حلو أخيرًا بعد سلسلة من الكتب الأي كلام وأغرق معاه في كل تفاصيله 

أو مسلسل أو فيلم جميل ياخدك لعالم تاني.

لما خروجة مع الأصدقاء تظبط مزاجك وتطرد الاكتئاب شوية!

بس مش كل الانتصارات حلوة وكيوت..

يعني مثلا إني أعرف أرد على متحرش في الشارع وأوقفه عند حدوده دي انتصار عظيم عظيم يعني! أو أفحم حد في مناقشة من غير ما أضطر أشتمه أو أخسره وأعمله بلوك :D

أو إني أقتل ناموسة شريرة بعد ما حولتني من انسانة طبيعية لحبوب حمرا طالع منها بني آدمة!

لما مش بعرف أحل سؤال في الامتحان وأألف إجابة وأطلع ألاقيها صح أو الدكتور يفتكرها صح :D

أو أفبرك التجربة في السكشن وتطلع صح.. Feeling like a boss 

لما أحرق دم بني آدم حارق دمي بقاله شهور.. آه معلش أحيانـًا مش بعرف أرد في ساعتها وبفضل أهري وأنكت في نفسي حبة حلوين

زي إني بنتصر على الاعتزال الإرادي من الكتابة عشان أكتب التدوينة دي-المختلفة عن أسلوبي في الكتابة عادة -  :)

وانتوا انتصاراتكم الصغيرة ايه؟!


*شكر خاص لـ ريهام سعيد وبالأخص لكتابها (البنت اللي مليانة ديفوهات) عشان قرايته  انتصار من انتصاراتي الصغيرة في أيام الامتحانات الصعبة هذه :)

الجمعة، 14 أكتوبر 2016

دخلتُ معبدك وركعت ولم أُصلِ!

معبدُكَ السماء والأرض
وأنتَ
عالقٌ في المنتصف كغيمة مليئة بالمطر في سماء الصيف!
تُردد الأهازيج 
لعلك
تهتدي!
يأبون عليك الإرشاد 
ويتذمرون
من تيهك وسط المعابد
تسافر بين عينيها
وتعود
خائب الرجاء في الوصلِ
تُصلّي وتتضرّع
تذبح القربانَ تلوَ الآخر
تتخذها –هي- ديانتك وإلهتك
تُشيدُ المعبدَ
من أوراق الصفصاف
وزهور اللوتس
تكتبُ آياتَ الحبِ على البردي
أقرأ عنك وعن ضلالك/إيمانك
أسافرُ إليك
أُخبركَ حين ألقاك 
أني..
دخلتُ معبدك وركعت ولم أُصلِ!
يخبرونني أنه بتذكُّر الإيمان الفطري 
سأعود
ولكن
أنا يا صديقي
لا أتذكر
القُبلة الأولى..
اللمسة الأولى ..
الانكسار الأول..
فكيف لي أن أتذكر إيماني الأول
وقد غاب بفعل سُحب الشك
وغمامات الظلام
بفعل المكوثِ
  في غرفة
بلا ستائر 
تحجب ظلمات الليل 
من الهجوم
على أضواء شمس النهار.
وإني..
عبرتُ خط الإيمان/الكفر الشائك
إلى منطقة العاشقين وسط الغياب!
وأني..
قد دخلتُ معبدك وركعت ولم أُصلِ!


بقلم/ سارة حسين فتحي
الجمعة 14 أكتوبر 2016